** تاريخيا.. المرأة شاركت الرجل في بناء المجتمع ومارست دورها ضمن الرؤية الإسلامية الشاملة
** نجاح المرأة في دورها مرهون باستعـدادها الشخصي ووجود بيئة مناسبة ورؤية واضحة ورسالة محددة
**نتطلع الى تأسيس منظمات نسائية تمثل تطلعات وقضايا واهتـمامات المرأة المسـلمة اجتماعيا ووطنيا
د.نوره بنت عبدالله بن عدوان عضو مجلس الشورى السعودي والمشرف على كرسي أبحاث المرأة بجامعة الملك سعود الرياض من أبرز الكوادر النسائية السعودية الناشطة في حقل العمل الخيري والإنساني والشأن العام، انخرطت في بواكير حياتها بالعمل الاجتماعي بعد تخرجها من الجامعة مباشرة.
د.نوره سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت هناك على درجة الماجستير في العلوم التربوية، تخصص مناهج التعليم الابتدائي، من كليه التربية، جامعة انديانا، وكان لسفرها إلى تلك البلاد دور كبير في صقل قدراتها الدعوية ، والانخراط في العمل الدعوي مع المبتعثين العرب والمسلمين، حيث شاركت في برامج عديدة حول التعريف بالمملكة العربية السعودية وثقافتها، ومكانة الحرمين الشريفين، ودور المملكة في العالمين العربي والإسلامي، كما شاركت في مناسبات عدة للتعريف بالإسلام.
شؤون المرأة المسلمة والتحديات التي تواجهها ومحاولات طمس هويتها من أهم العناوين التي اهتمت بها د. نوره بن عدوان، حيث دافعت عن حقوقها ودورها في المجتمع، وهي حاصلة على دكتوراه في المناهج وطرق التدريس، تخصص طرق تدريس اللغة العربية، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وفي ظل انفتاح الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت على شريحة المرأة وسعيها إلى تعزيز دورها في العمل الخيري ضمن الضوابط الشرعية، فقد حظيت د.نوره بنت عبدالله بن عدوان بعضوية الجمعية العامة في الهيئة الخيرية ضمن 9 كوادر نسائية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، وشاركت في العديد من ورش العمل والفعاليات الخاصة بالمرأة المسلمة الرامية الى إزالة الغبن عنها والتنوير بدورها الحقيقي.
والمرأة المسلمة – كما تنظر اليها د. نوره بن عدوان- هي جزء مهم من النسيج الاجتماعي للمجتمع المسلم و تاريخياً لم تكن غائبة عن الحياة، وإنما شاركت الرجل في بناء المجتمع ومارست دورها ضمن الإطار والرؤية الإسلامية الشاملة، مشددة على ضرورة النظر إلى دورها ضمن الإطار المرجعي للضوابط الشرعية.
ولتفعيل دور المرأة في العمل الخيري والاجتماعي، اهتمت د. نوره بن عدوان برصد المعوقات التي تعترض عمل المرأة في المجال التطوعي، وعزتها إلى بعض التقاليد التي تحـاط بالمرأة وخاصة الموروثة من عصور الانحطاط، وقلة توفر القيادات الإصلاحية اللاتي يأخذن بزمام المبادرة، وعدم وجود أجندة وبرنامج عمل وأولويات يشترك فيها جميـع الأطراف ذات العلاقة بقضايا المرأة المسلمة لتنظيم جهود العاملات في هذا المجال مما يساعد في تعزيز الأدوار، وتفعيل المشاركات من خلال وجود برامج ومناهج متعددة للعمل الاجتماعي والدعوي.
معوقات أمام المرأة
وقالت د. نوره بن عدوان في ورقة عمل قدمتها إلى احدى الورش النسائية في الكويت ومن المعوقات أيضا عدم الوعي بأهمية المشاركة في مؤسسات (المجتمع المدني) بكافة تنوعاتها، و الاقتصار على المنظمات الإجتماعية و الدعوية، وغياب ثقافة العمل التطوعي ويظهر ذلك في جوانب عدة قصور الوعي والفهم الحقيقي عند بعض شرائح المجتمع لطبيعة, العمل التطوعي وقيمته ودوره فيما يؤدي إلى رفض هذه الشرائح بمشاركة بناتها في العمل التطوعي ما دام لا يدر عليهن دخلاً مادياً، وقصور الوعي والفهم الحقيقي للعمل التطوعي لدى بعض المتطوعات، والنظرة الدونية لبعض الأعمال التي تدخل ضمن خطط الجهة الخيرية من قبل بعض شرائح المجتمع وبعض المتطوعات أنفسهن، والخجل في مزاولة بعض الأعمال لكونها لا تتماشى مع الوضع المهني أو المستوى الاجتماعي للمتطوعة.
وتعتبر المتغيرات الاجتماعية – كما توضح د. نوره بن عدوان- مثل ( التعليم- الوظيفة- الحالة الاجتماعية- المستوى الاقتصادي- المكانة الأسرية- الاحتكاك الثقافي) من العوامل التي تؤثر في إقبال على التطوع أو احجامها عنه.
وعزت أيضا عدم فاعلية المرأة إلى تشتت العمل التطوعي وحاجته إلى منظمات مختصة تضع آلياته وبرامجه وتقوم بتدريب المتطوعات وتأهيلهن وتغذية الجهات الخيرية باحتياجاتها من المتطوعات بشكل دائم، بالإضافة إلى عدم قدرة المرأة على المواءمة بين متطلبات المنزل والعمل التطوعي.
كما رصدت د. نوره بن عدوان بعض المعوقات ذات بالصلة المسؤوليات الأسرية للمرأة ورفض أهلها أحياناً لفكرة العمل دون مقابل أو الخروج من البيت لأمور غير مهمة في نظرهم، أو التقليل من قيمة العمل التي ستؤديه أو تخويفها من أن يؤثر دورها التطوعي على عملها وواجباتها نحو البيت والأهل تأثيراً سلبياً.
أيضا رهنت د. نوره بن عدوان نجاح المرأة في دورها الى وجود بيئة مناسبة تشمل المرأة نفسها، واستعـداد الشخصي ، و وجود من يشجعها من داخل أسرتها وخارجها ، ووجود رؤية واضحة ورسالة محددة لدى المرأة المسلمة تدفعها للمشاركة، لافتة الى أن هذه الأرضية تعد نقطة انطلاق مهمة في تحويل قيم الإسلام ومثله إلى برامج عمل (أسرية ، اجتماعية ، وطنية، و أهمية مشاركتها الفاعلة في مسيرة التنمية لمجتمعها عن طريق الانضمام للجمعيات العلـمية والمنظمات النسائية، وتمثيل تطلعات وقضايا واهتـمامات المرأة المسـلمة على المستـوى الاجتماعي والوطني .